الخميس، 17 يناير 2013

الشاهد 6

زهايمر الألم 


ظهراً قتل قناص من جيش الاحتلال طفلها أمام باب منزلها عام 56 " العدوان الثلاثي على مصر/ حرب 56 " ، قبل أن تعد له طبق الغذاء الذي طلبه  منها في الصباح ، منذ ذلك الحين لم تعد تعد هذا الطبق أو تأكله ؛ بينما كان عليها أن تمر من ذات المكان الذي قتل فيه ابنها كلما قصدت باب منزلها طيلة 50 عاما عاشتها بعد الحادثة ، في السنوات الست الأخيرة من عمرها أصبحت تأكل ذات الغذاء الذي امتنعت عنه ل 44 عاما ، لم ينسها الزمن ؛ لكن أنساها المرض " الزهايمر "  - النسيان و فقدان أغلب معلومات الذاكرة - ، لم تعد تتذكر أي شيء أو أي أحد حتى أقرب المقربين منها ، و لأن بعض الحالات الإنسانية لا يمكن أن تقيسها أي من نظريات علوم الأمراض أو الأدوية ، و بعض الآلام لا يقوى على محوها أي مرض ؛ فإن السيدة كانت تردد اسم ابنها الشهيد قبل وفاتها دون أن تعلم من هو و لماذا تذكر اسمه .

هناك تعليق واحد:

  1. أعتذر التعليقات مسموحة عبر البريد الالكتروني أو صفحة الفيسبوك فقط

    ردحذف

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.